بكاء قلب

على الأراضي الثكلى يطيب ُ لزارعي الموت دوس ُ
وجوه ِ الحياة بأقذر ِ الاحذية ..
يطب ُ لهم تعذيب ُ الأرواح ْ.. وشج ُّ الرؤوسْ
وكسر ُ الأنوف ِ بالجدران ْ
يحلو لهم تكسير ُ العظام ِ بالهراوات ْ
وقتلُ المئاتِ وحملهم على طنابير َ
والتقاط صور الفخر فوق جثثهم الحزينة ْ




لم تبق َ له ُ غيرُ أبوابِ الله ِ يطرقُها
لم تبقَ في يده ِ غيرُ أشلاء ٍ من روح ْ
مات َ وبأشلاء ِ الرُّوح ِ هامةَ الحقدِ يرشُقُها
وصرخاتُه في الفضاءِ تدويْ وتروحْ
أن ْ سيأتي يومٌ يخلقُ فيهِ سامِعُهَا
وأنا ...لم تبقَ لي إلا مدامعُ لصورِالموت ِ والدم ِالمسفوحْ
وعبراتٌ على أحلام ِ الأطفال ِ أسكبُهَا
وفاتحتي ..أقرؤها ..لكلِّ شهيد ْ
لم تبقَ على الشفاهِ إلا الصلاةْ
صلاتي ..صلاتُهم .أتردع ُ الغزاةْ
أتقتل ُ الشياطينَ اختبأوا بأجسادِ البشرْ
أتمنح ُ قوةَ الوجودْ...قوةَ الحق ِ لذاكَ الحجرْ
أتغيثُ أولئكَ الأبطالَ الصامدينْ ..أتثأرُ للميِّتينْ
أتعيدُ لعميانِ الضميرِ ذاكَ البصرْ
وفي مستنقعِ الوهمِ في ذلِّ الرمادْ أتبثُّ الشررْ
أولئكَ الذينَ بأجسادهم صنعوا جسرَ العبورْ
أأرواحهمْ ستسمعُ مَنْ في القبورْ
أتبثُّ الرُّوحَ في صخرِ تلكَ الصدورْ ..أتفهمُ القدرْ ؟
دماءُ الذينَ للصلاةِ سوُّوا الصفوفْ
أتوقظُ نُوَّم الكهوفْ..أتوقفُ لغةَ الحروفْ. .أتنقذُ من الموتِ الألوفْ
ومن صدرِ ذاكَ الطفل أتنزعُ الخوفْ
الذي هدَّه واعتصرْ
أتردعُ الخطرْ
!!!!
أليست الأرضُ مسكنَهُمْ
أليسَ في تربتِها مدفنُهُمْ
أليستْ خيوطُ عِزَّتِها الكفنْ
ولشقاءِ الرَّحيلْ.. أليسَ حُبّهَا أغلى المؤنْ
وقمرُهَا الكئيبُ الباكي ..أليسَ العزاءَ و مبثَّ الوسنْ
أطفالها ..ألشقاءِ الحروبِ كُتِبُوا الثمنْ
؟؟!!؟
لمَ تخبو قناديلُ الضوءِ والزهرِ والنورْ


ألانَّ في قلوبِ أولئكَ ماتَ الشعورْ
ألانهُ بينَ ضلوعهمْ في الصدورْ
ماتَ القلبُ والحبُّ تفحَّمَ واندثرْ
والحقدُ شلالاتِ موتٍ ترامى وانفجرْ
وفي قلوبِ أولئكَ الطيبينْ
ماتَ الطموحُ مُنذُ مئاتِ السنينْ
نَسَوهُ في قبرِ آخرِ الصليبينْ
وصمُّوا آذانهمْ عن صوتِ التعذيبِ والقهرْ
ووسطَ الخرابِ وسطَ الذلْ ظلوا ينشدونَ للقمرْ
عندما وجبَ النشيدْ صوتَ بارودٍ أو كفنْ
نُكَسِّرُ بأيدينا الأجنحةْ
بأصابعنا نوصدُ الأقفالْ
نُبَدِّلُ دمَ الأحرارِ بالماءْ
وتهطلُ السماءْ
فإذا كلُّ أمطارنا دماءْ
وندفعُ الثمنْ
أتُلامسُ الحقيقةْ
بمثلِ هذي الجملِ البسيطةْ
لكنَّ الحقيقةَ ماعادتْ تحتاجُ حروفا ً تُضيئها
فسناها فاقَ الشمسَ بريقا
وما جدوى أنْ تكونَ الكلماتُ مَُنمقة رشيقةْ
وما جدوى أنْ اشحذَ حوافَ الحروفْ
إنْ كانتْ لا تعيدُ حقا ً ..ولا تُحيي طفلا ً .. وفي الصدرِ لن تُطفي الحريقا
وأبداً لنْ تُعملَ كما السيوفْ
قديما ً كتبوا أنهمْ سيعودونْ
غدا ً مع الفجرِ ورنةِ النصرِ ورفعةِ الجبينْ
وكرَّرتْ قصائِدَهُمُ الحناجرُ والدمعُ في العيونْ
وتنفَّستْ أملاً جراحُ المتعبينْ
وطالَ غدهمْ وطوتِ العهدَ السنونْ
فإنْ كانوا عنْ تحقيقِ العهدِ عاجزينْ
أتطوى من الأرضِ بقعةٌ كانتْ تُدعى...فلسطينْ
يــــــــــا ربِّ
من أجلِ أجنةٍ في الأرحامْ
من أجلِ أطهرِ الأحلامْ
من أجلِ أن يبقى الفضاءُ يردِدُ فجرا ً ذاكَ النداءْ
من أجلِ أن تبقى تلكَ المآذنُ
تشمخُ في الهواءْ
وتضيءُ بأنوارها عتمةَ الطرقاتْ
كعرائسَ ..كنجومٍ ٍ كمجراتْ
تهدي في سوادِ الليلش كالمناراتْ
من أجلِ ألا تصبحَ الأرضُ كالقبورْ
من أجلِ حمائمِ المساجدِ وتلكَ الطيورْ
وكلِّ أطهارِ البشرْ
إن نسيَ العالمُ تلكَ البيوتْ
وماتَ الضميرُ ولزموا السكوتْ
لا تتركها طُعمة ً للنارِ والموتْ
فمهما أساءَ البشرْ
فأنتَ لرحمةِ الأرضِ والنباتِ تنزلُ المطرْ
وكذا رحمةً بالأطفالِ والأبرياءْ
أبعدِ الدمَ وصورَ الفناءْ
وعنهمْ ردَّ الخطرْ
واقتلْ رجالَ تلكَ الفلولْ
وأرسلْ عليهمْ طيراً أبابيلْ
وارمهمْ بحجارةٍ من سجيلْ
واجعلهمْ كعصفٍ مأكولْ
وأنصفِ المقتولْ


..