غزوة بني النضير

غزوة بني النضير

1- سبب الغزوة وهدفها :

أ‌- ذهب النبي صلى الله عليه وسلم في عشرة من أصحابه إلى ديار يهود بني
النضير ليعينوا المسلمين في دية رجلين مسلمين قتلهما أحد المسلمين خطأ .
فتآمر حيي ابن أخطب زعيم بني النضير وأمر عمرو بن جحاش اليهودي بإلقاء
صخرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبر جبريل النبي بمؤامرتهم ،
فقام مسرعاً كأنه يريد قضاء حاجته ، وعاد إلى المدينة ، ثم لحق به أصحابه
، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتقم من بني النضير وكانت هذه
الحادثة سبباً مباشراً للغزوة .

ب‌- كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينتظر اليوم الذي ينتهي به وجود
اليهود من المدينة ، لأنهم أهل غدر ، ولم يتعظوا مما حل بإخوانهم بني
قينقاع وما حلّ بكعب ابن الأشرف أحد زعمائهم الذي اغتاله المسلمون لسوء
خلقه وإيذائه لرسول الله وتآمره مع المنافقون ، حيث ربطهم بكتاب بعد مقتل
ابن الأشرف ومع ذلك يجلسونه ليضيفوه ، فيتآمرون على قتله .

2- تاريخ الغزوة :

وكان هذا في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة ، حيث عالج المسلمون
آثار معركة أحد ، وأدب الرسول صلى الله عليه وسلم القبائل الطامعة في
المدينة . وكان من الواجب على اليهود أن يدافعوا عن المدينة لا أن يتآمروا
على قيادتها ورسولها .

3- جدل بين زعماء اليهود :

بعد أن كشف النبي صلى الله عليه وسلم تآمرهم ، دار نقاش بين زعماء اليهود
وندم بعض عقلائهم ممن سبق له أن نصحهم بعدم الإقدام على هذه الجريمة
فاقترح عليهم كنانة بن صويراء بأن يسلموا ، لأنه نبي عرفوا صفاته في
التوراة ، وبهذا يأمنون على أنفسهم وأولادهم وأموالهم وإلا فلا ينتظرون
إلا أن يجليهم ويطردهم كما طرد إخوانهم بني قينقاع من قبل .

ولكن زعيم بني النضير حيي بن أخطب كان عنجهياً مغروراً ، رفض الدخول في
الإسلام حتى ولو كان بالخروج والجلاء .

الأمـر بطـردهم :

وقد بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا من المدينة وأعطاهم مهلة
عشرة أيام يحملون فيها كل ما يستطيعون من أهلهم وأموالهم ، وأنّ من يتأخر
بعد هذه المدة تضرب عنقه .

ولكن ابن أبّي بعث إليهم ألا يستجيبوا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالجلاء ووعدهم بالنصر مع حلفائه ، كما وعدهم بإقناع بني قريظة بالوقوف
معهم ، إلا أن بني قريظة رفضوا نقض العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخافوا من عاقبة الوقوف مع حيي بن أخطب، لأنه رجل شؤم . وبعث حيي إلى
النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بأنه لا يريد الجلاء ، فكبّر النبي صلى
الله عليه وسلم وقال فرحاً : يهود تريد الحرب .

4- حصار بني النضير :

خرج المسلمون بقيادة رسولهم صلى الله عليه وسلم يحاصرون بني النضير في
حصونهم وقد كانت حصونهم منيعة ، وفي داخلها طعام وشراب يكفيهم سنة . وظنوا
أن هذه الحصون مانعتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقفت قريظة على
الحياد ، كما خذلهم المنافق عبد الله بن أبي بن سلول فلم يخرج إليهم ولم
يبعث لهم أحداً . وأخذ اليهود يرشقون المسلمين بالنبل والحجارة من على
الجدران . وغاب علي بن أبي طالب فتخوف المسلمون عليه فإذا به قادم برأس
يهودي قد خرج في نفر من اليهود يفاجئ المسلمين ، فبعث النبي صلى الله عليه
وسلم مجموعة من المقاتلين تطارد اليهود حتى قتلوهم . وكان حيي بن أخطب
يدرك خطأه ولكنه ثابت على عدائه للإسلام ويقول : ملحمة كتبت علينا وطال
حصارهم خمسة عشر يوماً ولكن هذا الحصار لا يؤثر كثيراً فيهم إذ أن عندهم
تموينهم ومياههم ، وحرق بعضه ، فجن جنون اليهود واضطروا للاستسلام شريطة
أن يعفوا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ويعطوه ما يريد . فلم يقبل النبي
صلى الله عليه وسلم إلا الجلاء عن المدينة والخروج منها بما تحمله دوابهم
. وأخذ سلام ابن مشكم أحد عقلائهم يقنع حيي بالقبول وإلا فليس أمام محمد
إلا قتل المقاتلين وسبي النساء والأطفال وعنيمة الأموال وإنه من الخير أن
تسلم النفوس والدماء وشيء من الأموال .

خرج يهود بني النضير عن آخرهم ، وحملوا معهم ما استطاعوا من أموالهم
وأخذوا يخربون بيوتهم ويحملون خشبها حتى لا يفيد منها المسلمون وتطهرت
المدينة من خبائثهم ولحقوا بإخوانهم يهود خيبر .

وتركوا وراءهم خمسين درعاً وثلاثمائة وأربعين سيفاً وطعاماً كثيراً للنخيل
وغنائم كثيرة وزعها النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه .

5- إيثار الأنصار للمهاجرين :

جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار والمهاجرين وهو يوزع غنائم بني
النضير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشرك المهاجرين مع إخوانهم
الأنصار في أراضيهم ومزارعهم ومساكنهم بالمؤاخاة في الهجرة فخيَّر الأنصار
أن يرد إليهم إخوانهم المهاجرون ما شاركوهم فيه وأن يقسم بينهم الغنائم
بين المهاجرين فقط أو أن يقسم الغنائم بينهم جميعاً ويبقى المهاجرون
مشاركين للأنصار فيما يشاركونهم فيه فبم أجاب الأنصار رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟
قالوا : يا رسول الله : بل نقسم الغنائم بين إخواننا المهاجرين فقط ويبقى
إخواننا المهاجرون يشاركوننا في مساكننا وأراضينا ومزارعنا . فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم "اللهم ارحم والأنصار وأبناء الأنصار" وقسم
الغنائم بين المهاجرين ، وأعطى فقراء الأنصار دون غيرهم .

6- دروس وعبر :

تعلمنا هذه الغزوة دروساً وعبراً منها :

‌أ- اليهود لا يعتبرون ولا يتعظون ولا يتراجعون عن شيم الغدر فيهم .
‌ب- اليهود يعرفون أن محمداً رسول الله ، ولكنهم لا يؤمنون به فهم كافرون
حتى بتوراتهم ولا تجري معهم الآيات وقد رأوا آية صدق رسالته ، فقد أخبره
جبريل بتآمرهم على حياته ، ومع ذلك أصروا على عدائهم له .

‌ج- جواز الاستعانة المالية بغير المسلمين إذا كانوا معاهدين فقد خرج
النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من يهود بني النضير أن يدفعوا دية رجلين .
‌د- المنافقون متآمرون ولكنهم جبناء فقد وعد عبد الله بن أبي يهود بني
النضير بالقتال معهم ونصرتهم ، ولما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم
اختبأ في بيته وظهرت حقيقة جبنه .

كان إيثار الأنصار لإخوانهم المهاجرين مثلاً رائعاً للخلق الإسلامي يصلح
للاقتداء .

بارك الله فيكي اختي

مشكووووووووووووووووورة

بااااارك الله فيكِ دمعة

يلاااااا زي ما نزلتيها بدك تدرسيها لأنه أعتقد انه هي معك ... صح؟

^_-

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بارك الله فيكى

» غزوة بني النضير
» غزوة احــــــــــد
» غزوة الخندق
» غزوة ذات الرقاع
» غزوة دومة الجندل